كما هو الحال مع جميع التقنيات الحديثة سيكون هناك تأثير للذكاء الاصطناعي على المجتمع سواء كان تأثير إيجابي أم تأثير سلبي، حيث سيستمر الذكاء الاصطناعي في التطور لتغير مجتمعاتنا.
عند ظهور تقنيات جديدة يكون لها تأثير على حياتنا بطريقة ما، ولا سيما تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع، فقد أدي ظهوره إلى إحداث ثورة هائلة في العالم الرقمي.
هناك تفاؤل كبير حول إمكانية تغير حياتنا إلى الأفضل بفضل الذكاء الاصطناعي، ولكن هل هناك احتمال أن يكون العكس هو الصحيح؟
سنقوم بطرح الجوانب الهامة التي بإمكانها التأثير على مستقبل الذكاء الاصطناعي وما يحمله من إيجابيات وسلبيات.
تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد رفاهية، فالذكاء الاصطناعي أصبح محاط بنا في حياتنا اليومية بشكل كبير.
ومن الطبيعي أن وجود الذكاء الاصطناعي في حياتنا سيكون له تأثير كبير على مجتمعاتنا بشكل ما، ولكن يخشى البعض في الموازنة بين الجانب الإيجابي والسلبي للذكاء الاصطناعي.
وفيما يلي بعض التأثيرات الإيجابية للذكاء الاصطناعي على المجتمع:
زيادة الإنتاجية
تهدف معظم الشركات والمصانع إلى زيادة الإنتاجية مع خفض التكاليف لتعزيز وتحسين الكفاءة، ويتركز الحل الأمثل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
حيث أن للذكاء الاصطناعي تطبيقات عديدة لها القدرة على تحسين كفاءة العمل بشكل كبير أفضل مما يقوم به البشر.
فعندما تقوم الآلات بعمل المهام الروتينية والتي تحتاج إلى مجهود بدني ويقوم البشر بالمهام التي تحتاج إلى الإبداع والعواطف يعمل ذلك زيادة الإنتاجية.
بالإضافة إلى تحقيق الرضا الوظيفي للموظفين عندما يقومون بعمل يتطلب فيه الإبداع والتفكير.
تقليل الأخطاء
يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات والبنوك، حيث أن له تأثير كبير على المجال المحاسبي، فالآلات تقوم بحل العمليات الحسابية المعقدة في وقت قليل وبدون أي أخطاء.
يتم برمجة الآلات والروبوتات على مجموعة من الخوارزميات التي تقوم بجمع البيانات وتحليلها على مستوي عالي من الدقة، لهذا السبب فإن إمكانية حدوث أخطاء نادرة جدًا.
حماية بعض البشر من المخاطر
من أهم إيجابيات الذكاء الاصطناعي في تأثيره على المجتمع هو حماية بعض الأشخاص من خلال قيام الروبوتات بعمل البشر.
حيث كان يوجد في السابق مهام تحتاج إلى مخاطرة بعض الأشخاص للقيام بها.
ولكن الآن يمكن إحلال الروبوتات محل البشر في الوظائف التي تحتوي على مخاطر مثل وظائف رجال المطافئ ورجال التنقيب والحفر والغوص في أعماق البحار والذهاب إلى الفضاء.
رعاية المرضي
للذكاء الاصطناعي دور كبير في المساهمة في علاج بعض المرضي، حيث أن له قدرة على مراقبة وتشخيص بعض الحالات، ويتم استخدامه في المؤسسات الطبية.
يمكن للروبوتات أن تقوم ببعض العمليات الجراحية بالكامل بدون أي تدخل بشري، ويساهم ذلك في خفض التكاليف وتقليل الوقت.
من الجدير بالذكر وجود بعض السلبيات للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، وذلك لأنه يعتمد على الخوارزميات والبيانات فقط وبدون أي مشاعر.
التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على المجتمع
يعتبر ما يلي من أهم سلبيات الذكاء الاصطناعي على المجتمع:
زيادة البطالة
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديث ازداد قلق العديد من الأشخاص بشأن فقدانهم لوظائفهم، حيث يزداد عدد الوظائف التي يتم تشغيلها آليًا.
ولهذا السبب يتوقع الجميع ارتفاع نسبة البطالة مع كل تطور جديد يظهر للذكاء الاصطناعي بسبب قدرته على إنجاز المهام بشكل أسرع وأدق من البشر.
وعلى الرغم من ذلك؛ لا يمكن للشركات والمصانع الاستغناء عن العمالة البشرية بالكامل، حيث أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه إنجاز سوي المهام الروتينية والرتيبة فقط.
وبسبب ذلك لا يمكن للآلات أن تحل محل البشر بشكل كامل، إذ أنها غير قادرة على أن تقوم بالمهام التي تتطلب مهارات إبداعية.
وجود مخاوف بشأن الخصوصية
تتطلب جميع التقنيات الحديثة التي يتم استخدامها بشكل يومي مثل الهواتف المحمولة والحواسيب بيانات خاصة بمستخدميها.
يقوم المستخدمين بمنح هذه الأجهزة الإذن بالوصول إلى جهات الاتصال لإجراء المكالمات والكاميرا لالتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات.
بالإضافة إلى مراقبة الهواتف من خلال السماح لأجهزة التتبع و GPS، مما يعني إمكانية تتبع كل خطوة تقوم بها.
من المؤكد أن هذه المتطلبات لا تقوم بحفظ خصوصية المستخدمين، حتى أنه يتم استخدام البيانات الخاصة بالمستخدمين ومشاركتها مع بعض الشركات لكي تقوم بالاستفادة بها والتسويق لمنتجاتها بشكل فعال.
جعل البشر كسالي
عند اعتياد البشر على وجود أجهزة حديثة تقوم بالكثير من الأشياء بدلًا منهم يصحبوا أكثر كسلًا وأكثر اعتمادًا على الآلات.
فبعد وجود جميع التقنيات والآلات الحديثة الآن لا يمكن أن يتخيل البشر حياتهم بدونها، فقد أصبحت جزء أساسي من حياتهم اليومية.
وبالنظر إلى استخدام الذكاء الاصطناعي واختراعاته الحديثة، يدرك الجميع أن وجوده أصبح إدمانًا لا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل كان.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعات في المستقبل
لا يزال مستقبل الذكاء الاصطناعي مجهول بعض الشيء، إلا أن هناك بعض التوقعات بخصوص مستقبل الذكاء الاصطناعي.
إليك أهم الصناعات التي سوف تتأثر بمستقبل الذكاء الاصطناعي:
وسائل النقل
على الرغم من تطور وسائل النقل في الدول المتقدمة إلا أنه سوف يتم استخدام وسائل النقل ذاتية القيادة وانتشارها على مستوي واسع.
قد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت إلا أن هذه السيارات المتنقلة سوف تقودنا يومًا ما من مكان إلى آخر.
التعليم
يتم تطوير وسائل التعليم بمساعدة الذكاء الاصطناعي لكي يتم استخدام معلمين من الروبوتات لتدريب المعلمين حديثي التخرج ومساعدتهم على فهم كافة الأمور الخاصة بمهنتهم.
بالإضافة إلى ذلك؛ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مشاعر الطلاب ومعرفة إذا كانوا يشعرون بالملل أم لا.
سوف تقيد هذه التقنيات المعلمين وتساعدهم على فهم مدي استيعاب الطلاب وتقديم أفضل الأساليب لهم.
خدمة العملاء
على الرغم من وجود دور هام للذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء بالفعل إلا أنه مازال هناك بعض التطورات التي سوف تحدث في المستقبل.
لن يتوقف الأمر عند إجراء محادثة مع جوجل بل سيزداد الأمر في التقدم والتطور حتى أنه سوف يصل إلى إمكانية حجز موعد في مطعم أو حجز غرفة في فندق مع خلال الروبوتات والآلات فقط.
الخلاصة
الذكاء الاصطناعي هو حقيقة موجودة في عالمنا ومجتمعنا بالفعل، لذا من الأفضل أن نحد من تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع.
يجب ألا نجعل الذكاء الاصطناعي يقوم بأخذ قرارات مهمة بدلًا منا نظرًا لأنه يعتمد على الخوارزميات فقط ولا يوجد به أي من الصفات البشرية.
من المؤكد أن تطبيقاته لها تأثير إيجابي كبير ولكن على الرغم من ذلك يجب أن نقوم باستخدامها بحذر شديد كي لا نتأثر بسلبياته.
الأسئلة الشائعة
كيف سيقوم الذكاء الاصطناعي بتغير حياتنا؟
وفقًا للإحصاءات فإن الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب سيقوم بترجمة كافة اللغات بطرق أسرع وأفضل من البشر، وسيقوم بكتابة الكتب والمقالات والأبحاث المدرسية وغيرهم، وأيضًا سيتم استخدامه في التسويق والمبيعات.
كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة البشر؟
قام الذكاء الاصطناعي بتوفير الكثير من المعلومات والبيانات التي يبحث عنها الأشخاص باستمرار، مما يساهم في مساعدة البشر، كما أن له قدرة كبيرة على مساعدة أصحاب الاحتياجات الخاصة وتسهيل حياتهم.